النهاية المهينة للمدرب أليجري





اتخذ يوفنتوس قرارًا نادرًا بإقالة مدربه ماسيمليانو أليجري، مع تبقي مباراتين على نهاية الموسم، وهو أمر لم يحدث سوى مرتين في آخر 50 عامًا.


وقرر يوفنتوس، إقالة مدربين فقط قبل نهاية الموسم، ليصبح أليجري هو ثالث مدرب يُطرد قبل انتهاء الموسم بعد (كلاوديو رانييري في 2009، وتشيرو فيرارا في 2010).


القرار ربما يكون الأقسى في مشوار أليجري مع مختلف الأندية، حيث سيغادر من الباب الضيق للسيدة العجوز، رغم الفوز بلقب كأس إيطاليا.


كل الدلائل في الأشهر الأخيرة وتحديدًا من النصف الثاني بالموسم، كانت تشير إلى أن مشوار ماسيمليانو أليجري في يوفنتوس سينتهي بنهاية الموسم.

وتراجعت نتائج الفريق بشكل واضح، حيث لم يفز اليوفي سوى 3 مرات فقط، وتعادل 9، وتلقى 5 هزائم في آخر 17 مباراة، في إحدى أسوأ الفترات التي مرت على النادي بالأعوام الأخيرة.


هذا التراجع تسبب في خسارة لقب الدوري مبكرًا، فبعد أن كان اليوفي متواجدًا في السباق بقوة مع إنتر، بل وتفوق عليه في كانون ثان/يناير بفارق نقطة، تدهورت النتائج، وعاد إنتر للصدارة وحسم اللقب قبل 5 أسابيع من نهايته.


أزمات خارج الملعب :

دخل أليجري على فريق عانى كثيرًا بعد رحيله، فلم يستمر مدرب بعده لأكثر من موسم؛ حيث تولى ماوريسيو ساري المهمة بعده، ثم جاء أندريا بيرلو.

وحقق ساري لقب الدوري ثم رحل بسبب الخسارة أمام ليون في إياب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، ليتولى بيرلو الذي لم يكمل سوى عام، ورحل بعد نهاية مخيبة بالدوري محتلا المركز الرابع.

ومنذ عودته للولاية الثانية، لم يهنأ أليجري أبدًا بلحظة هادئة بسبب الأزمات خارج الملعب، فبعد أشهر من بداية الموسم تلقى يوفنتوس عقوبة موجعة بخصم 15 نقطة من رصيده بسبب صفقات انتقال لاعبين مشبوهة وتزوير في بيانات النادي المالية.

اليوفي كان يحتل المركز الثالث بالجدول، لكن مع خصم 15 نقطة تراجع الفريق لمنتصف الجدول ليخرج من سباق المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية، ثم تم تقليص العقوبة إلى 10 نقاط.



ونجح أليجري في العودة للمراكز المؤهلة لمسابقات أوروبا، بإنهاء الموسم بالترتيب السابع، وكان اليوفي ثالث أكثر فريق تحقيقًا للانتصارات (22) أقل فقط بمباراة من إنتر، و6 مواجهات من البطل نابولي.


لم تقف الأزمات عند ذلك، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" وجه صفعة قوية ليوفنتوس باستبعاده من مسابقات أوروبا، حيث كان مقررا أن يشارك بدوري المؤتمر الأوروبي، بسبب المخالفات الجسيمة المرتكبة.


ضربات ونقطة بيضاء :

تلقى أليجري ضربات متتالية بعد ذلك بأزمة طاحنة لبول بوجبا نجم الوسط، حيث ثبت أنه يتناول المنشطات بعد إيجابية عينته ليتم استبعاده من ممارسة الكرة.

الضربة الثانية كانت بإيقاف نيكولو فاجيولي، لاعب الوسط الآخر، لـ 12 شهرا بسبب المراهنات التي تورط فيها اللاعب، ليتم تخفيضها إلى 7 أشهر.

ورغم إيقاف اللاعبين وغيابهما عن الموسم، لم يقم النادي بدعم أليجري بصفقات لسد الثغرات، فمر الميركاتو الشتوي العام الماضي دون أي تعاقد.

وقبل انطلاق الموسم الجاري في الصيف ضم النادي صفقة وحيدة، تيموثي وياه، في صفقة لم يكن لها أي تأثير على شكل أو نتائج الفريق.

ومن أجل سد العجز، قام أليجري بالاستعانة باللاعبين للشباب، وصعد العديد من اللاعبين الذين تألقوا، من بينهم "كينان يلدز، وصامويل إيلينج جونيور، وفابيو ميريتي".


هدف وضربة مزدوجة :

بعد الأزمة الطاحنة باستبعاد الفريق من منافسات أوروبا، وضع النادي هدفا لأليجري لتحقيقه وهو العودة لمسابقة دوري أبطال أوروبا.


ومر يوفنتوس مع أليجري إلى بر الأمان في الموسم الماضي، رغم عقوبة خصم النقاط وكان بين قوسين أو أدنى من العودة لأوروبا بانتصارات عديدة.


وفي الموسم الحالي، تمكن ماسيمليانو رغم تراجع النتائج بالنصف الثاني من الموسم، من ضمان تأهل الفريق لدوري الأبطال ليحقق هدف الإدارة.


ولم يقف أليجري عند ذلك، لكنه استطاع قيادة الفريق للتتويج بكأس إيطاليا ليحقق ضربة ثانية للإدارة بالتتويج بلقب إلى جانب العودة للأبطال.


ورغم كل الأحداث التي مر بها يوفنتوس، إلا أن أليجري حصل على النهاية الأسوأ.


وأعلن يوفنتوس أن إقالة أليجري جاءت بسبب سلوك المدرب في نهائي الكأس، لتنتهي حقبة ماسيمليانو بطريقة مهينة. 


فهل استحق أليجري النهاية المريرة والمهينة من يوفنتوس، خاصة بعد 8 سنوات قضاها بالنادي حقق خلالها 12 لقبا؟

تعليقات