أسدل الستار على موسم الدوري الإنجليزي الممتاز، بتتويج مانشستر سيتي للمرة الرابعة على التوالي، لكن ذلك لم يمنع من تسليط الضوء على إنجاز آخر لا يقل أهمية، وهو العمل الرائع الذي قام به ميكيل أرتيتا مع آرسنال.
واجه آرتيتا مهمة صعبة عند تسلمه منصب المدير الفني لآرسنال عام 2019. كان الفريق يعاني من سنوات عجاف، غاب فيها عن الصورة تمامًا، واحتل المركز السادس في الدوري بفارق 37 نقطة عن البطل مانشستر سيتي.
لكن أرتيتا لم يستسلم، وبدأ رحلة إعادة بناء الفريق خطوة بخطوة. في موسمه الأول، تمكن من قيادة آرسنال للعودة إلى منصات التتويج من بوابة كأس الاتحاد أمام تشيلسي، قبل أن يتبعه بلقب الدرع الخيرية على حساب ليفربول.
مع مرور الوقت، ركز أرتيتا على تحسين جودة الأداء وسد الثغرات تدريجيًا، رغم قلة الموارد المالية المتاحة. وبدأ يُظهر الفريق بعض الملامح الجديدة، ويصبح عضوًا أساسيًا في قائمة المرشحين للتتويج بلقب الدوري.
وصل آرسنال إلى ذروة تألقه في موسم 2022-2023، حيث تصدر جدول المسابقة لمدة تزيد عن 200 يوم، وكاد يُحرز اللقب الغائب منذ عام 2004.
واجه آرسنال منافسة قوية من مانشستر سيتي وليفربول، لكنه تمكن من تقليص الفجوة معهما، وحقق نتائج مميزة، مثل الفوز في 6 مواجهات من أصل 10 ضد الستة الكبار في الدوري، وتعادل في 4 مناسبات، ولم يخسر أي مباراة.
حقق آرسنال 28 انتصارًا هذا الموسم في الدوري، بالتساوي مع مانشستر سيتي، وهو أعلى سجل له في موسم واحد على مدار تاريخه، متجاوزًا عدد انتصاراته في دوري اللا هزيمة (2003-2004).
لم تُثمر جهود أرتيتا وفريقه عن لقب الدوري هذا الموسم، لكنها بالتأكيد أعادت هيبة آرسنال لقلوب الخصوم والجماهير، وأسست لمستقبل واعد للفريق.